طوباك سيدة الكرم "سعاد ثابت" دوي إعلان ظلمك! بالأمس حُكم ببراءة من عَروك وسَحَلوك وجرًسوك علنا، ولم يهربوا ليتلذذوا بإذلالك وإعلان سطوتهم!! ولم يحاكموا! ولا أدانهم إلا قاضي القضاة " الله"، بل أنك أبرأت المتهمين البدائل المأجورين!! طوباك فقد نُلت كرامة الشهداء على الأرض، وثلاثة أكاليل في السماء عن شجاعتك، وتضحيتك، واحتمالك.
الأول " إكليل الشجاعة" توج جبينك في 22/5/2016، لأنك علمت مسبقا بمصيرك من هدير مسيرات طائفية بالقرية توزع منشورات، تعلن وجود علاقة آثمة بين ابنك وزوجة البقال ، وتحشد للقصاص في الغد عقب صلاة الجمعة!! ليلتها نجح ابنك في تسجيل محضر اثبات حالة ومطالبة الشرطة بحمايته، ونجح في الهروب بأسرته!! وتوحي سرعة هروبه - من السوابق- أنه هروب أمني وليس اختياريا!! اطمأن قلبك على سلامتهم، وتمسكت بشجاعة وكبرياء الأبرياء على التواجد بمسكنك، فتأهلت لثاني الأكاليل، إكليل "التضحية"، لثقتك - من السوابق أيضا- بتنفيذ تهديدات نهب وحرق بيتك وبيوت المسيحيين، لإرهاب كل مسيحي عجز أو رفض مغادرة قرية الكرم بأبو قرقاص المنيا لإخلائها من المسيحيين!!
صمدت، وانتهت صلاة الجمعة بخروج مسيرة غضب المنسحقين جهلا وفقرا وخوفا من أسيادٍ بالبلطجة!! نهبوا دارك وحرقوها ثم سحلوك عارية تماما، مهللين في الطرقات لتجريس ابنك وزوجك وكل مسيحي لم يهرب، ودهسوا رماد نخوة كل الصعايدة بأقدامهم، ماعدا الجارة المسلمة التي سترتك.. ونجوا بفعلتهم!! لماذا؟! لأن الجارة لم تسجل الواقعة فيديو تقدمه دليلا مرئيا للمحكمة!! ولأن الجناة محترفون ومطمئنون والقرية تحت سيطرتهم!!!
والثالث "إكليل الاحتمال"، احتملت التعرية والإهانة وسنوات التقاضي، منذ لم ينصفك إلا بيان مطالبة الكنيسة برفض المجالس العرفية والتمسك بعدالة القضاء، وتأييد رئيس الجمهورية.. احتملت سنوات تكرار سرد الواقعة في تحقيقات محاكم تماطل ثم تنسحب لاستشعار الحرج!! واحتملت ذل الحكم على "هاربين في الأوراق فقط" يهددونك!!
وأسأل المجلس العرفي بالمنيا، هل يتقبل الله صلاة تنتهي بالحشد للنهب والحرق وتعرية أم لإذلال بفعل أذل كل رجال القرية!؟ وما حكمكم على أب يدفع طفلة 11 سنة وجٍدَتها للشهادة بزنا الأم أمام المحكمة، بتفاصيل العلاقة الجنسية الكاملة، مما أشعر محكمة ثاني درجة بالقنوط، وبعدم معقولية الواقعة وكيدية الاتهام.
أما سيدة الكرم وتستحق اللقب، فقد تسامت عن الانتقام من شهود زور قدمتهم القرية الظالمة قربانا باسم العفة والدين!!
حكم براءة الجُناة (أصليين وبدائل) الخميس 17/12/2020 رفع بالقضية لمرتبة الرأي العام، وأكد سطوتهم على الصعيد.. خمس سنوات انقسمت فيها القضية إلى ثلاثة، هتك عرض، حرق وتعدي بالسلاح، وزنا.. لم يبت إلا في الزنا بحكم نهائي "غيابي" على البقال الذي ارتضت القرية بتطليقها فقط!! وسنة سجن لابن سيدة الكرم بعد شهادة منافية للعقل والأخلاق قبلتها محكمة أول درجة!!
أما القضية (20032 لسنة 2016) حرق منازل المسيحيين، وإثارة العنف، وحيازة أسلحة أثناء الهجوم، وتوزيع منشورات تحث على طرد الأقباط من القرية، المتهم فيها 24 شخصا، فما زالت منظورة أمام المحاكم بعد صدور أحكام غيابية بالسجن المؤبد، وبراءة المتهم الوحيد المحبوس!!
فور صدور الحكم وارتفاع الغضب الشعبي، أعلن النائب العام للشعب قراره بالبحث عن أسباب جديدة للطعن.. ومن متابعتي لتفاصيل القضية، مالوش لزوم سيادتك.. الضحية أصبح اسمها سعاد سيدة الكرم، ونالت أكاليل السماء.. فقد سبق أن ألغى نقيب المحامين سامح عاشور - عضو هيئة الدفاع عنها- قرار المحامي العام لنيابات المنيا بحفظ القضية في 2017 اعتمادا على بشاعة الجرم، وأحيلت لاستئناف بني سويف في 8/2020 وتكرر الحرج فعادت لجنايات المنيا التي قضت في يناير 2020 بالسجن المشدد 10 سنوات للثلاثة متهمين.. ثم صدر القرار الصادم ببراءة جميع المتهمين بناء على شهادة الضحية، لأنها رأت المتهمين الأبرياء ضحايا مثلها رغم أنهم بحكم الأخلاق والدين غير مستحقين البراءة.. وتسامت عن إدانتهم انتقاما من المجتمع!!
أما المحكمة فقد غسلت يديها اعتمادا على مقولة "القانون حمار".. أرادت إغلاق قضية فنكأت جرحا تلوث وتقيح، ضحاياه هم عبيد الخوف من عقاب المسيطرين على عقولهم وأرزاقهم، وبيانات الشجب والأسف السلبية.
طوباك أيتها الأم لأنك في موقع الخوف والإرهاب أعلنت إيمانك بوعد يسوع المسيح، كما جاء على لسانه في إنجيل معلمنا لوقا البشير اصحاح 6 " طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت السماوات، طوباكم إذا أبغضكم الناس وإذا أفرزوكم وعيروكم وأخرجوا اسمكم كشرير من أجل اسمي، افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات" آمين.
أوصانا السيد المسيح أن "أحبوا أعداؤكم، وكونوا رحماء بهم" أملا في توبتهم، بس هم مش فاهمين!
------------------------
بقلم: منى ثابت